الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

عاملة نظافة



بالأمس ..كنت اتابع التلفاز وكعادتي قليل هنا وهناك ولا شي اثبت عليه..لكن في قناة الجزيرة شاهدت برنامج يتحدث عن العطاله الموجودة في ايطاليا..,,!!

كان قد شارف الوصول إلى 30%...وقيل بأن ايطاليا أكثر دول أوروبا نسبه عاطلين عن العمل..

مالفت انتباهي حقاً ,, خريجة جامعية تخصصها محاسبة لم تجد عملاً سوى عاملة نظافة ,,يعني "زباله"..!!.. وكان هذا عملها كل صباح تجوب شوارع المدينة لتنظفها بمكنستها وتحمل نفاياتها في السيارة..وبالرغم أنه عمل رجولي ومرهق جدا .. إلا أنها اعجبتني جدا بإهتماما بنفسها وجمالها وتسريحه شعرها,,ورضت بعمل يحتاج اقل من شهادتها بكثير جداً
وكانت تقول: في ظل الظروف الإنسان ينسى طموحه , ويرضى بأقل القليل حتى يصل للأستقلال ..


جميلة عبارتها لقد ذكرتني بعبارة قديمة كنا نرددها في سنة من السنوات وحملات مكثفة عنها تحت عنوان"الشغل ماهو عيب"..وكان صاحب "التاكسي" فخورا بعمله, والممرضة سعيده بعملها , و"الطباخ" يتمتع بذوق رفيع وطبخ أحل الوصفات...لكن لم يتطرق أحـد وقتها على هذه الوظيفة ..عامل نظافة

وبالتطرق لعامل النظافة هذا تذكرت بأن آخر مستوى لي في الجامعة كان مليء بعاملات نظافة ولكن هذه المرة من الجنسية السعودية , كن سعوديات حدتهن ظروفهم على العمل في هذا المجال لتنظيف الجامعه طوال اليوم والرضا براتب لا يزيد عن 1000 ريال رغم العمل الشاق فكنت اراقبهن كن ينظفن , يكنسن, يمسحن , بل ويحملن الدواليب الثقيلة من مبنى لآخر ..
ولأني كنت اتابع خواطر لسنين متتالية , تذكرت جزء اليابان حيث أن عامل النظافة الياباني يحصل على راتب لا يقل عن 30الف دولار امريكي ,فحتى عمله المتعب والمرهق والذي يزيد المدينة جمالا ونظافة وصحة , فإنه يستحق تلك الـ30,000 بكل جدارة , لكن ماذا عن عاملي النظافة لدينا؟ لو اصبح الراتب فقط ثلث راتب هذا الياباني في بلده إنني لا اكاد اجزم أن الجميع سيتسابق إلى هذا العمل رغم التعب والإرهاق, ايجتمع تعب وارهاق وعمل شاق وراتب لا يكفي حتى علاج الكدمات اثناء السقوط وكثرة التعلق على السيارة أو حتى صابون لتنظيف تلك الملابس النتنه..!

وبالعودة لمحور الحديث عن تلك الإيطالية والتي تقول بفخر.. إنها محظوظ لإيجادها عمل في حين الكثير يأمنون أن يعملوا ولو "في النظافة" جعلني اعيد التفكير والأولويات إننا احيانا نحتاج تأجيل مانريد لأجل مانحتاجه , وهنا الفرق بين ما نريد وما نحتاج , بين الضروريات والحاجات , الأساسيات والكماليات ..هل وصلنا إلى مرحلة أننا نفكر في مانحتاجه ولو لم يلائمنا؟؟

كنت دائما آرى أن السعودية هي مصر الخليج لكثره عددنا مثلهم , واليوم بدأت اغير النظرة واصبحنا ايطاليا القاره الآسيويه لعدد العطاله المبهر لدينا..!