الأحد، 24 يونيو 2012

طعام الآلهه


يــقول الله سبحانه وتعالى مخاطبــاً العقول المفكرة..."
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديّقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انى يؤفكون
" سورة المائدة آية 75
في هذه الآيـة كان الخطاب لمن وضع عيسى عليه السلام بمرتبه الإله, فهو بنظرهم الابن للاله..!! تعالى الله عن ذلك..كان الحديث بأسلوب سلس وبسيط في كلمــه " يأكلان الطعام"..أي أن الطعام ليس من صفات الرب لسبب بسيط جداً..وهو الدليل على الحاجــة .,. على عدم الكمال , وتلك الحاجيات إنما هي للمخلوقات وليس لخالقهم ...
ولكن الإنسان عبـــر التاريــخ , قد خالف هذه الفكرة في وضعه لإلهه الخاص , وكانت القرابين والأطعمة تُقدم لأسباب مختلفة وبطرق بعضها قد يكون غريبــــا..

الأساطير البابلية والسومريه في الألهه:
كان ماذكر في تلك الأساطير عن قصة الألهه مضحكا جدا , ومثيرا للغباء ولكن ما شدني في الكتاب هذه الكلمات:
ان خلق الانسان كان امر جوهري في عملية الخلق و جزء مهم و فاعل و متمم للمنظومة الكونية فالالهة كما اكدت كافة الاساطير انها خلقت الانسان من اجل توفير الطعام لها و هذا يعني ان خلقته لكي تاكل هي (الالهة)، و خلقته لكي يبني لها بيوتا فهو مهم لها و لوجودها و ان ما يقوم به الانسان من توفير الطعام والشراب للالهة بصيغة قرابين هي طريقة تدخل ضمن العلاقات التبادلية اذ ان الالهة بدورها ملزمة بتوفير المصير الملائم لهذا المخلوق كما يتضح من اسطورة خلق الانسان الاشورية اذ ان الالهة هنا          " قدرت لهم المصائر العظيمة "، و ان أي تلاعب كما اوضحنا سابقاً في خلق هذا الانسان فانه سيؤدي الى ان يصيب الاله المتلاعب باللعنة كما راينا في قصة خلق الانسان السومرية . و من هنا يتضح ان خلق الانسان كان ضرورة لازمة بالنسبة للالهة . 



 الألهه الفرعونيه:
في العهد الفرعونـي قصص الألهة الكثيرة , اله للشمس وللهواء ...الخ, ما شد انتباهي هو قصة اوزوريس وهو حاكم مصري نصب كاله , ثم تم اغتياله من أحدى اخوته لغيرته الشديدة , وبهذا نصب اوزويس بعد حرب كبيرة كأله للموتى , في حين نصب حورس اله للأحياء..!!..الفراعنه.., وبين رع اله الشمس , ونون اله الموتى..!!

وبأختصار كانت هناك الهه في كل اقليم , وكانت الطقوس الأكثر أهمية للحاكم هي بعد موته , وكل حاكم هو في حقيقته –كما يدعّون- اله أو نصف اله..!!...وكان أغلب الإهتمام هو بعد وفاته , وذلك بتحنيطه والإهتمام بقبره بوضع الأثاث الجيد , والأواني الذهبية , وتقديم الطعام لهم بشكل متكرر..وكانت هناك السحر والنصوص السحريه التي ترشده في العالم السفلي , وتحميه ايضا من تدخلات الآخرين , ومن هنا كانت لعنه الفراعنة والتي اكتشفها العلم الحديث عندما رأي حقيقة مرض وموت من يفتح تلك القبور , وهو البكتيريا القاتله في تلك القبور لمكوثها طيلة هذه السنين , لهذا يفتح القبر وبعد التهوية يقترب عالم الآثار منه.!!
وكما هو واضح في الصورة ..!!..الطعام وتعويذه لإطعامه..!!
ومن هنا تقدم كل مايحبه الميت في حياته, من مشروباته الخاصة وطعامه المحبب..وحتى لو كان يحب الحلي والذهب سيحضرونه له.!!


قرابين لا تزال موجودة إلى عصرنا الحالـــي:






في الديانه الهندوسيـه , والبوذية المتواجدة في قارة آسيا لا تزال تقدم تلك القرابين , من أصناف الطعام ... تارة لأن الآلهه محتاجة , وتارة آخرى من أجل البركه منها , ولأن الزائر لا يمكن أن يدعو مالك يقدم شيئا..!!..وتارة في الأعياد والمواسم المخصصة لإطعامها...!!


ولكن الموضوع إلى هذا الحد لا يزال طبيعيا..!!.. إنـــه مجرد طعام..!!.. إن لم تأكله البشريه سيفسد في كل الحالات..!!.. لكن ما ذا عن القرابيـــن الأشــد والأعظم؟؟

وهــي القربان البشـــري...!!
إذ أن الفكرة التــي تجسدت في المسيحيـه لدى بعض المسيحيين - وإن كانت خاطئة كل الخطأ- متمثله في القربان والتضحيــه , ولإيمانهم بخطيئة آدم التي يرون أن كل البشريه حملتها قد خلصها منهم نصف اله ونصف البشر وهو " عيسى " عليه السلام ......!!








بين قتــل الشخص تقربا لإله لأجل رضاءه , مبتدئا بأي إنسان يختاره الحاكم أو الكاهن , منتهيا بفتاة يجب وأن تكون عذرا...!!

وبيـــن هذا الطعام , وهذا القتـــل هناك الــف سؤال وسؤال ... من أين اختلقت كل تلك الأكاذيب لتكون ديانه تحث الفقراء على تقديم اموالهم أو اطعمتهم لأله لا يأكل في حين أنهم في امس الحاجه إليها , وبين قتل نفس من الأنفس لإرضاءها في يوم ماطر قاتل , أو للبحث عن الغيث وذاك المطر..!!
ومهما كان السبب غيــر منطقــي في تلك الحقبات والعصور , أتى سبب آخــر غير منطقــي من أجل الكفر بدعوة الله تعالى كما قاله سبحانه في كتابه:"

وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا

اليس الرسول بشرا؟
أيجب أن لا يأكل الطعام في حين أن تلك الآله يتقرب بها بالأطعمه؟.. أين كانت تلك العقول هناك؟...وماهذا الغباء الذي دعاهم لأن يضعوا شرط التصديق " الملك " وهو الشيء الغريب الذي لم ولن يروه , في حين أن الاله الذي وضعوه ليتقربوا به إلى الله من " حجارة " نحتوها بأنفسهم ؟؟؟

وقفه تأمــل فقط ..,..بين العقــل الوارث , والعقل العامــل..!!..فلا ترث شيئا قبل أن تفكر فيه لتستوعبه كاملا..

كتبـــة : وجدان



هناك 4 تعليقات:

  1. مشاء الله موضوع رااااااااااااائع تسلمي وجدان

    ردحذف
  2. لا حول ولا قوة الا بالله .. الهداية بيد الله وحده !
    جميل هو تجميعك ، جعل الله فيه الفائدة .
    جزاك الله خيرا .

    ردحذف
  3. بارك الله فيك موضوع راثع

    ردحذف