الجمعة، 20 يوليو 2012

وقرن في بيوتكن



(يا نساء النبــي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا* وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى واقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسولة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمه إن الله كان لطيفا خبيرا) الأحزاب 32-34

الاية خاصة بنساء النبي بأمهات المؤمنين , من السياق واضح جدا يانساء النبي ...! ولكن هناك عدة نقاط أود طرحها في هذا الموضوع وبهذه الآيات نقاط بسيطة وخفيفة

الأولى:- خلاف بين العلماء في الآية لم يكن في المخاطب فهن نساء المؤمنين , ولكن كان الخلاف في مدى شمول هذا الخطاب للنساء المؤمنات عموما , بمعنى كون هذه الآيات خاصة بأمهات المؤمنين هل يتم تعميمها على نساء المؤمنين جميعا أم لا ,
هناك من قال بأن هذه الآيات لأمهات المؤمنين ولأنهن قدوه لنا وجب علينا اتباعهن فنسير على ذات النهج في هذه الآيات.. وهناك من استدل بأن الآيات خاصة لهن بابتداء جمله " لستن كأحد من النساء" , فهناك ما يتميزن به عن بقية النساء فامهات المؤمنين لا يتزوجن بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام , في حين يحق لبقيه النساء الزواج مرة آخرى إذن استدلوا أنه لا يعمم كدليل على آيات خاصة بأمهات المؤمنين ولا يتم تعميمها لجميع النساء مثل قولة تعالى
"با نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا" هذا ايضا خطاب خاص بنساء المؤمنين , ولا يمكن تعميمه فالعذاب المضاعف خاص بزوجات النبي إذا ما قاموا بفعل منكر رضي الله عنهن جميعا.
وارى بأن يتم تعميم ما لا يمكن تخصيصــه لهن , ففي الآداب والدين نلتزم نحن ايضا كما يلتزمون هن.

الثانية:- آية " وقرن في بيوتكن" .. الاحظ أي رجل في نقاش بموضوع النساء والعمل , أو الدراسة احيانا , أو حتى الخروج بشكل عام يستدل به بهذه الآية " وقرن في بيوتكن" وكأن النساء محبوسات في قفص لا يخرجن ابدا.
فهل هذا حال الآية؟
حسنا لنبدأ بعض التوضيح فيها  "قرن في بيوتكن"
المعنى واضح وهو المكوث في البيت , لكن الله سبحان وتعالى في اياته يوضح المعاني والحدود , فمثلا قولة "فويل للمصلين" لا يصح لنا أن نقولها هكذا بدون إكمال للآيه وهي "الذين هم عن صلاتهم ساهون"..كذلك في هذه الآية " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ..لا يتبرجن اثناء خروجهن من المنزل , إذن فهن يخرجن ولكن بضوابط...!!
" فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا* وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"
لا تخضعن بالقول ..يعني أنهن يتحدثن مع الرجال الأجانب , لحاجاتهن , أو لأسباب آخرى ...فالمرأة تداوي المريض وهو رجل , وتعلمه كما علمت عائشة رضي الله عنها ما عندها من علم للصحابيات والصحابة ايضا ...ولكن للحديث مع الرجال ضوابط منها عدم تمايع الكلام ...وقولة "لاتبرجن" أي اثناء الخروج ...فلا يصح أن تأتي لتقول وقرن في بيوتكن وتمنع النساء من الخروج حتى لحاجاتهن....وما دل وأثبت أنهن يخرجن ويحادثن الرجال ما قاله الله تتمه للآيات " وأذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمه" الذكر هنا قد يكون وهن في البيت عندما يتم سؤالهن , أو حتى خارج البيت عندما يخرجن لينصحن أو يعلمن الصحابه شيئا كان غائبا عنهم بحكم أن نساء النبي يأتيهن من العلم الشيء الوفير ومن الرسول مباشرة...فهل هذا هو الضابط لأمهات المؤمنين اثناء جروجهن؟ وهل هو مخصص لهن أم للنساء عامه؟..ولنقل بأنه لعامه النساء إذن فالخروج ليس بمحرم , سواء للدراسه , أو للعمل , بل وحتى مخالطة الرجال والتحدث معهم ليس بذاك الحرام ولا اعني الإختلاط في مكان يكثر فيه الزيارة كعمل امرأة بوسط الرجال وهي وحيده بينهم تماما ..!..سواء بمكتب مع رجلين وغيره...وإنما الأسواق كلها مختلطه , وحتى الكعبة التي يطوفون حولها به من الإختلاط مع الرجال ولا اعني أن لا تهتم المرأة بنفسها فتجعل من ذاتها اضحوكه تضرب هذا فيمسها ذاك....ولا اتحدث عن الإختلاط بتحليل أو تحريم وإنما بأنه واقع في حياتنا وهذه الآية تعطي ضوابط لهذا الإختلاط .. مع ايات آخرى غيرها

هناك تعليق واحد:

  1. سيدتي اهنيك واتمنى ان اجد كل جديد في مدونتك المشعه بالثقافه وسمو الحرف
    وفقك الله

    ردحذف